مواضيع متنوعة > تاريخ اليهود
تاريخ اليهود

يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي ورائي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود"/1/. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي ورائي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود"/1/. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبر ربنا سبحانه وتعالى في صدر سورة الإسراء، أن اليهود سيمرون بحالات من المد والجزر، فقال سبحانه وتعالى: "وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً* فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بئس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً* ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً* إن أحسنتم أحسنتُم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً"/ الإسراء 4-7/.
وقد علا بنو إسرائيل علواً كبيراً في زمان من الأزمنة، ثم سلط الله عليهم من شتت شملهم وفرق جمعهم، وبقي ذلك على مدى مئات من السنين، ولا بأس من أن نطل إطلالةً سريعةً على ما مر به اليهود من مراحل في تاريخهم.
كلمة اليهود تطلق على أتباع شريعة سيدنا موسى، أتباع الكتاب السماوي التوراة، وهي كلمة ليست متطابقة مع مصطلح بني إسرائيل، فاليهود أتباع دين، وبنو إسرائيل ينتسبون إلى نسب واحد بغض النظر عن أديانهم ومعتقداتهم، وبنو إسرائيل كلمة دلالتها أقدم من دلالة اليهود، بنو إسرائيل هم الذين ينتسبون إلى سيدنا يعقوب عليه السلام، اسمه يعقوب ولقبه إسرائيل، هذا في أصح الأقوال، سيدنا يعقوب عليه السلام، النبي أنجب اثني عشر ولداً هم الأسباط وهم آباء بني إسرائيل الأوائل، فبنو إسرائيل هم بنو يعقوب المنتسبون إلى يعقوب عليه السلام من خلال أولاده الاثني عشر، الأسباط، سيدنا يوسف عليه السلام واحد منهم، وقصته في سورة يوسف مشهورة يعرفها كل المسلمين، انتقل من بيت أبيه إلى مصر، وقد كان أبوه يسكن في فلسطين، ما الذي أتى بيعقوب عليه السلام إلى فلسطين؟ يعقوب ابن إسحاق، وإسحاق بن إبراهيم، وإبراهيم عليه السلام جاء إلى فلسطين من العراق، فإبراهيم عليه السلام كانت بلدته تدعى أور في شمال العراق، وهي البلد التي كان يحكمها النمرود بن كنعان، الكافر الظالم الذي حاول إحراق سيدنا إبراهيم عليه السلام فنجاه الله سبحانه، وقال: "إني ذاهب إلى ربي سيهدين"/ الصافات 99/. فهاجر سيدنا إبراهيم من تلك البلاد، مر بشمال بلاد الشام، مر بمدينة حران، ثم اتجه إلى فلطسين وهناك استقر، وكانت فلسطين تسمى: أرض كنعان، يسكن فيها الكنعانيون، سكن إبراهيم عليه السلام في قرية اسمها حبرون، حبرون هذه صارت تنسب إلى سيدنا إبراهيم وتدعى اليوم مدينة الخليل، مدينة الخليل في فلسطين سميت مدينة الخليل لأن إبراهيم سكن فيها ثم دفن فيها، ودفنت فيها زوجته سارة، ودفن فيها ابنه إسحاق، ودفن فيها ابنه يعقوب، وكلهم مدفونون في الحرم الإبراهيمي الشريف الذي هو مسجد للمسلمين، ولكن اليهود احتلوا جزءاً منه، فصار فيه معبد لليهود ومسجد للمسلمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وهو المكان الذي شهد المجزرة التي قام بها المستوطن الصهيوني باروخ جولد شتاين، الذي دخل إلى المسجد الإبراهيمي وقت صلاة الفجر، وأطلق النار بشكل عشوائي على المصلين فقتل أكثر من أربعين واحداً منهم، وقالوا في محاكمته: إنه رجل معتوه مجنون ليخلصوه من العقوبة، ولما مات أقام له الصهاينة ضريحاً كبيراً يزورونه ويحجون إليه، لتعظيمهم له ولإقرارهم له على هذا الصنيع الشنيع.
إذاً جاء سيدنا إبراهيم وسكن في قرية حبرون، استقر هناك، سافر مرةً إلى مصر مع زوجته سارة ثم رجع، فهنا صار مستقره، اليهود يقولون: إن فلسطين أرضنا لأن جدنا سكن فيها، نقول: إن إبراهيم جدنا كما هو جدهم، ولكن من قبل إبراهيم كان الكنعانيون العرب يسكنون في هذه الأرض، والعبرة ليست في من سكن في هذه الأرض، إنما حقوق السكنى في الأرض تحددها أمور كثيرة، لا ينبغي أن نغفل منها الحق الديني، فالمسلمون ورثة الأنبياء والمرسلين، فالأراضي التي كانت للأنبياء والمرسلين، المسلمون أحق بها من غيرهم، فالمسلمون هم ورثة موسى وليسوا اليهود، كما قال عليه الصلاة والسلام: "أنا أولى بموسى منكم"/2/. سيدنا موسى عليه السلام لا يرضى عن اليهود، فإن قالوا: يعقوب سكن هنا، نقول: إن يعقوب بريء منكم، فمن الناحية القومية، ومن الناحية التاريخية، العرب سكنوا هذه الأرض قبل اليهود بمئات السنين، ومن الناحية الدينية المسلمون هم ورثة الأنبياء الذين سكنوا في هذه الأرض.
أنجب إبراهيم عليه السلام إسحاق، وقبله أنجب إسماعيل، أنجب إسماعيل من هاجر، ثم أنجب إسحاق من سارة، أخذ إسماعيل وأمه هاجر فسكنا في مكة، وبهذا صار هناك انفصال في التطور التاريخي بين إسماعيل وإسحاق، وبين ذرية إسماعيل الذين سيسمون العرب، وذرية إسحاق الذين سيسمون العبرانيين، صار هناك انفصال في التاريخ لأنهما أسكنا في مكانين متباعدين، فإسماعيل صار في مكة، وإسحاق بقي في حبرون.
تزوج إسحاق عليه السلام وأنجب ولده عيصو وولده يعقوب، يعقوب عليه السلام سافر إلى العراق، وهناك يسكن خاله لابان، فتزوج بنتَي خاله ليَّا وراحيل، وفضلاً عن ليا وراحيل تزوج جاريتيهما، كل واحدة عندها جارية وهبته إياها، فصار عنده أربع نساء، ليَّا وراحيل الأختان، وزِلفى و بُلهى الجاريتان، من هؤلاء النساء الأربع أنجب أولاده الاثني عشر الذين هم بنو إسرائيل، وهم: يوسف وبنيامين و يهوذا وشمعون ولاوي وجاد ودان ونيفتالي وآشير وإيشافر وزوبلون وروبين، هؤلاء الاثنا عشر الذين يشير إليهم القرآن الكريم بكلمة "الأسباط". "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط"/ البقرة 136/. فالأسباط أولاد سيدنا يعقوب وهم أوائل بني إسرائيل.
ذهب سيدنا يوسف عليه السلام مع القافلة من الجب إلى بيت العزيز، ومن بيت العزيز إلى السجن، ومن السجن إلى قصر الملك، ثم صار عزيز مصر، ثم صار يحكم مصر كلها، وأتى بإخوته ( وأمه وخالته، أمه كانت)، بأبيه وخالته، أمه كانت قد ماتت، أمه راحيل وهي أمه وأم بنيامين، ولكن كانت هناك خالته وزوجة أبيه، وكان هذا مباحاً في شرعهم، أن يجمع الرجل بين الأختين، جاء هؤلاء كلهم إلى مصر فصاروا حكام مصر، صار بنو إسرائيل الآن حكام مصر، هذه المرحلة الجديدة من مراحل حياتهم و مراحل تاريخهم، وعاش أهل مصر في ظلهم في أمان واطمئنان لأنهم أناس أتقياء، وفي بعض أقوال العلماء أناس أنبياء، فالأسباط مختلف فيهم، بعض أهل العلم قال: إنهم أنبياء، وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة عندما ذكروا مع الأنبياء، "وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط". وبعضهم قال: هم ليسوا أنبياء ولكنهم صالحون، أجمعوا على صلاحهم، واحد يسأل: كيف يكونون صالحين ويفعلون هذا الفعل بأخيهم؟ ويكذبون؟ ويلقون أخاهم في غيابة الجب؟ أجيب على ذلك بأن هذا كان قبل النبوة، وأن أعمالهم لم تصل إلى حد الكبائر، والكلام في عصمة الأنبياء من الذنوب كلام طويل يطول شرحه، ألفت فيه كتب، لذلك لن نخوض الآن، المهم إنهم إما رجال صالحون وإما أنبياء، لذلك حكموا مصر بالعدل والشرع، فعاش المصريون في ظل حكمهم آمنين مطمئنين، إلى أن انقلب عليهم الفراعنة، الفراعنة كانوا يحكمون مصر من زمان، فانقلب على الفراعنة جماعة يدعون الملوك الرعاة، ويسمون الهكسوس، ومن الملوك الرعاة تولى بنو إسرائيل الحكم، بعد مدة من الزمن فسد بنو إسرائيل، جيلان، ثلاثة أجيال، الله أعلم كم مضى، فسدوا وأفسدهم الملك والمال والسلطة والجاه، فصار الشعب يبغضهم بعد أن كان يحب آباءهم وأجدادهم، لهذا صار من السهل أن ينقلب عليهم الفراعنة فيحكموا مرةً أخرى، فانقلب الفراعنة على بني إسرائيل، الآن تحول بنو إسرائيل من حاكمين إلى محكومين، بل ومظلومين، فلقوا أشد الظلم على أيدي الفراعنة، أراد الفراعنة أن ينتقموا من هؤلاء الحكام الذين صاروا ظلاماً في آخر عهدهم، فلقي بنو إسرائيل على أيدي الفراعنة الظلم الشديد، الآن هم غرباء، الحكام والشعب على حد سواء مختلفون عن عنصرهم، فهم ليسوا مصريين، الشعب لم يكن متعاطفاً معهم، خاصة وقد لقي منهم الظلم في المرحلة الأخيرة، والحكام الفراعنة يحكمونهم بالقسوة والظلم ويستعبدونهم، يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، أي يبقون على النساء على قيد الحياة لينتفعوا بهن في الخدمة وما إلى ذلك، وأما الرجال فيقتلونهم خوفاً من أن تقوى شوكتهم ويصير لهم قدرة على الانقلاب والسيطرة على الحكم مرة أخرى، فكانوا يقضون على الذكور ويستبقون النساء على قيد الحياة ليستخدموهن في الخدمة، فمر على ذلك زمان طويل، إلى أن بعث الله فيهم سيدنا موسى عليه السلام في مصر، عندما نقرأ قصة موسى كيف كان بنو إسرائيل في مصر، قد يغيب عنا التسلسل التاريخي الذي أتى بهم إلى مصر، وبعثه الله إلى بني إسرائيل كما هو معروف.
ولد موسى عليه السلام في ظروف قاسية جداً، بنو إسرائيل من زمن بعيد يظلمون ويضطهدون، وفي هذا الزمان الذي ولد فيه موسى عليه السلام كان الظلم أشد، لماذا؟ لأن فرعون رأى مناماً سأل عنه أهل التفسير، فقالوا له في تفسير المنام: سيولد مولود من بني إسرائيل يذهب ملكك على يده، فاشتد ظلمه على بني إسرائيل، صار لا يتساهل في قتل الأولاد، فكل غلام ذكر يولد لابد من أن يقتل، ويروى أنه كان يقتل الغلمان سنة ويبقي عليهم سنة أخرى، لأن المنام فسروه بأن الغلام سيولد في سنة وترية، أي سنة من كل سنتين يحتمل أن يولد فيها هذا الغلام، فولد هارون في سنة الأمان، وولد موسى في سنة القتل، لذلك كان موسى مستهدفاً بالقتل ولكن الله نجاه كما تعلمون، "وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين"/ القصص 7/. ونشأ موسى عليه السلام الذي يبحث فرعون عنه ليقتله، والذي قتل من أجله آلاف الأطفال في قصر فرعون! فرعون يبحث عن موسى، هولا يعرف أن اسمه موسى، يريد أن يقتله يبحث عنه هنا وهناك، ويقتل آلاف الأطفال من أجل هذا الطفل الذي سيذهب ملكه على يده، وهذا الطفل يتربى في قصره وهو لا يعلم أنه هو! انظر إذا أراد الله سبحانه أن ينفذ أمراً يسخر الأسباب من حيث نعلم ولا نعلم لتهيئة هذا الأمر، إذا أراد الله أن يخدمك فإنه يسخر عدوك لخدمتك، في قلب قصر فرعون نشأ موسى عليه السلام، ومصر كلها مستنفرة لقتل موسى وهم لا يعرفون أنه هنا، ويقال في سبب تسميته موسى: أنهم لما وجدوه، وقد وجدوه في النهر ملقىً في التابوت، وألقاه النهر على الشاطئ، وكان الشاطئ مليئاً بالأشجار، سموه باسم ذلك المكان، ففي لغة الفراعنة آنذاك الماء اسمه مو، والشجر اسمه سى، فسموه موسى، أي ماء وشجر لأنه وجد بين الماء والشجر، نشأ موسى في قصر فرعون وتربى في كنف فرعون إلى أن اشتد عوده، وهو يعلم أنه من بني إسرائيل، فوجد رجلين يقتتلان، أحدهما من بني إسرائيل والآخر من آل فرعون، فأنجد الإسرائيلي على الفرعوني فقتله، ثم افتضح أمره كما تعلمون، فهرب وساقته الأقدار إلى مدين، وهناك تزوج ابنة رجل من مدين، يقول الناس: إنه شعيب وهذا غير صحيح، ثم أخذ زوجته وسار بها في الصحراء فجاءته النبوة، وأرسله الله إلى فرعون وبني إسرائيل، فرجع إلى مصر بعد أكثر من عشرة أعوام من الغياب، قضى عشرة أعوام في رعاية أغنام ذلك الرجل الصالح، كما قال عليه الصلاة والسلام: "إنه أتم أوفى الأجلين"/3/. ثم انصرف فأرسله الله إلى فرعون، وجاء إلى مصر، ودعا فرعون فأبى فرعون أن يتبعه، مكث موسى عليه السلام في مصر مدة، ثم أمره الله أن يأخذ بني إسرائيل ويهاجر بهم، ولحقه فرعون فأغرق الله فرعون وأهلكه، وخرج موسى ببني إسرائيل إلى صحراء سيناء، أمر موسى بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة فرفضوا لأن فيها قوماً جبارين هم العماليق، فعاقبهم الله بأن يضيعوا أربعين سنة في صحراء سيناء، "قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض"/ المائدة 26/. أثناء السنوات الأربعين توفي سيدنا هارون عليه السلام، وفي نهاية السنوات الأربعين توفي سيدنا موسى عليه السلام، انتهت السنوات الأربعون وتوفي موسى في وقت واحد في آخر السنوات، فتولى قيادتهم نبي الله يوشع بن نون عليه السلام، ويوشع بن نون هو ذاك الفتى الذي صحب موسى عليه السلام في رحلته مع الخضر عليه السلام، "وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا"/ الكهف 60/. هذا هو يوشع بن نون الذي كان موكلاً بحمل السمكة، وقال له موسى: "آتنا غداءنا"/ الكهف 62/. فصار نبياً وتولى قيادة بني إسرائيل، وقاتل بنو إسرائيل العماليق وطردوهم من فلسطين وسكنوا فلسطين، سافر العماليق مندحرين من فلسطين إلى الشمال، استقروا في أواسط سورية وأواسط العراق وكانت عاصمتهم الموصل في العراق، ولكنهم حكموا أجزاء كبيرة من سورية، وفي زمانهم بنيت مدينة حلب، وسميت حلب نسبة لواحد منهم، اسمه حلب بن المهر، من بني الخاض بن المكنث من العماليق، أرسله ابن عمه الملك العمليقي بلوكش الموصلي إلى هذا المكان فبنى هذه المدينة وسميت باسمه، حلب، كان هذا بعد خروجهم من فلسطين بستين عاماً، أي بعد خروج بني إسرائيل من مصر بمئة عام.
الآن صار بنو إسرائيل حكام فلسطين ( مرة أخرى )، لا، ليس مرةً أخرى، بل للمرة الأولى، لأنهم عندما سكنوا في فلسطين أيام يعقوب لم يكونوا حكاماً إنما كانوا ضيوفاً على الكنعانيين، ولم يكن لهم حكم أو سلطة في هذه الأرض، حتى سيدنا إبراهيم عليه السلام لم يكن له سلطة في فلسطين، كان ضيفاً، لم يكن صاحب جيش ولا صاحب دولة ولا صاحب سياسة، جاء من العراق هارباً بدينه، واستقر في فلسطين ضيفاً على الكنعانيين وقد أكرموا وفادته وأحسنوا إليه، الآن المرة الأولى التي يحكم فيها بنو إسرائيل فلسطين، ولكن الذين يحكمون أنبياء لا مجرمون.
هناك فرق كبير بين أن نقر بأن بني إسرائيل سكنوا هذه الأرض بوجه حق، وبين أن نقول: إن هؤلاء اليهود هم ورثة بني إسرائيل أولئك، وبما أن بني إسرائيل قد سكنوا هذه الأرض مدة من الزمن فاليهود يستحقونها، الأرض يتعاقب عليها عشرات الشعوب، ويأتيها عشرات الجيوش، فإذا قال قائل: أحد أجدادي سكن في هذه الأرض فهي حق لي، نقول: مشكلة، كيف نحل هذا الأمر؟ كثيرون سكنوا هذه الأرض، كل واحد سكن الأرض صار أحفاده أصحاب حق فيها! إما أن ننظر إلى الأقدم وإما أن ننظر إلى الأحق دينياً، وإذا نظرنا إلى هاتين المسألتين نجد أن العرب المسلمين هم أصحاب الحق في هذه الأرض، لأنهم الأقدم، سكان هذه الأرض على مدى آلاف السنين، وأما اليهود فقد سكنوها في مرات قليلة ولزمان قصير، ثم إن المسلمين هم أصحاب الحق الديني في وراثة الأنبياء والمرسلين، في وراثة حقوقهم.
سكنوا في هذه الأرض من بعد زمان موسى عليه السلام وكانت فترة مزدهرة في حقهم، وهم يتغنون كثيراً بهذه المدة، إلى أن جاء زمان سيدنا داوود وسيدنا سليمان عليهما السلام، كانت مملكتهم في ذلك الوقت من أعظم الممالك في تاريخهم، وزمان سيدنا داوود من بعد زمان سيدنا موسى بخمسمئة عام تقريباً، وكان ملكاً عظيماً وكان نبياً، وأما اليهود فلا يعترفون بكونه نبياً، يقولون عنه: داوود الملك، ولما أنزل الله في كتابه وصفاً لنبوة داوود عليه السلام، صار اليهود في المدينة المنورة يسخرون من هذا الوصف، يقولون: ألا ترون إلى محمد يجعل داوود الملك نبياً! فهم لا يعدونه نبياً، بل ولا يعدونه رجلاً صالحاً، بل ينسبون إليه أموراً لا تليق بالصالحين، لا تليق بالمؤمنين، من أنه شهواني، ومن أنه يرسل قائد جيشه إلى الحرب ليموت ليتزوج زوجته، قالوا: إن عند داوود تسعاً وتسعين زوجة، فرأى، كان على سطح قصره، فرأى زوجة قائد الجند أوريا، رآها فأعجبته، فأرسل أوريا إلى الحرب ليقتل ليتزوج زوجته، ليصير عنده مئة زوجة، وجاء بعض المفسرين المسلمين ليذكروا هذه القصة في تفسير آيات من سورة ص: "وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب"/ ص 21/. يقول سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: من سمعته يتكلم بهذه القصة جلدته حد القذف، جلدته ثمانين جلدة، لأن هذا لا يليق أن ينسب إلى نكرات المؤمنين فكيف إلى نبي! إذاً لا يعدون داوود من الأنبياء ولا يعدون سليمان من الأنبياء، بل يقولون: إن سليمان قد انحرف إرضاءً لأهواء زوجته الكافرة وصار يعبد الأصنام معها، إلى هذا الحد بلغ تسفيههم لشأن الأنبياء الكرام عليهم السلام، قالوا: إنه عبد الأصنام، وقالوا: إن حكمه كان يعتمد على السحر، ألا تسمعون كثيراً في القصص، بساط سليمان، خاتم سليمان، وما إلى هنالك من الأمور السحرية التي تذكر في القصص، في قصص علاء الدين وعلي بابا وحكايا ألف ليلة وليلة، اليهود يقولون: إن سليمان كان يحكم بني إسرائيل بالسحر، والله جل وعلا يكذب ذلك فيقول: "واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر"/ البقرة 102/. فالسحر كفر وسليمان ما كان ساحراً، وما كان كافراً، ولكن الشياطين هم الذين كانوا يعملون بالسحر وكان سليمان يحكمهم، سخر له الله الجن والإنس والطير والبهائم.
في زمان سليمان عليه السلام كانت مملكة بني إسرائيل أقوى ما تكون وأوسع ما تكون، كانت لها علاقات جيدة جداً مع الممالك المجاورة، توفي سليمان وانقسمت مملكته إلى قسمين، مملكة يهوذا، ومملكة السامرة التي يسميها اليهود مملكة إسرائيل، وانقسم أسباط بني إسرائيل قسمين، سبط يهوذا ومعهم سبط آخر في مملكة يهوذا، والأسباط العشرة الباقية في مملكة السامرة، إحدى المملكتين حكمها ابن سيدنا سليمان رحبعام بن سليمان، والمملكة الأخرى حكمها يربعام بن ناباط، إذاً بدأ الانقسام في بني إسرائيل من بعد سليمان عليه السلام، ثم جاءتهم تلك الطامة، أغار عليهم بختنصر ملك البابليين، وقضى على دولتهم، أخذ جماعة منهم كبيرة جداً أسرى إلى العراق، وذبح كثيرين منهم، ويتكلمون عن هيكل بناه سليمان يقولون: إن بختنصر هدم هذا الهيكل، ولكن الروايات التاريخية المحققة تنفي وجود هيكل في زمان سيدنا سليمان، هيكل سليمان الذي ينسجون حوله الخرافات والأساطير، لا وجود له في التاريخ الصحيح، ولا وجود له في الآثار التي ينقب عنها علماء الآثار، يشهد بذلك علماء اليهود المنصفون، فالهيكل كله كذبة، يقولون: إن الهيكل بناه سليمان أول مرة، فهدمه بختنصر، فبناه مرة أخرى هيرودوس، ثم جاء تيتوس فهدمه، صار هناك هيكلان هدما، يقولون: إننا سنبني الهيكل الثالث، وكل قصتهم، كل ما يفعلون الآن مبني على هذا الهيكل، فيقول واحد من حاخاماتهم: لا وجود لدولة إسرائيل بدون القدس، ولا وجود للقدس بدون الهيكل، فهم يخططون لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل في مكانه، وقرب القدس على جبل اسمه جبل الزيتون، هناك هيكل مبني الآن عبارة عن نموذج، ماكيت، الهيكل الذي يسعون إلى بنائه، يذهبون إليه ويتأملونه لتشحذ هممهم للسعي إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل، وقد أنشئت منظمات صهيونية كثيرة فقط من أجل هذا الهيكل، ينفق عليها من قبل اليهود والنصارى المتصهينين في أمريكا ملايين الدولارات، فقط لإعداد هذه الخطة لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل، بل إنهم لشدة اعتنائهم بهذا الأمر عندهم دار للحياكة يشتغل فيها الخياطون والنساجون، الآن يشتغلون في حياكة الملابس التي سيلبسها الرهبان في الهيكل، قد رأيتهم وهم يعملون في بعض الصور، وذلك أيضاً لشحذ همم اليهود، فكل ما تسمعون عن مخططات لهدم المسجد الأقصى، هذا هدفه، ونشروا صوراً كثيرة يضعون في جانب منها المسجد الأقصى وفي الجانب الآخر الهيكل، أي الآن وفيما بعد، يظهرون ماذا سيحدث فيما بعد، أحبط الله أعمالهم وأخزاهم ونصرنا عليهم.
إذاً يقولون: إن بختنصر هدم الهيكل، وأخذ جماعة كبيرة من اليهود إلى العراق، سباهم في سبي مشهور في تاريخهم باسم سبي بابل، وهو علامة فارقة في تاريخ اليهود، ومن ذلك الوقت بقوا مشردين مشتتين، قد يكون هذا هو العلو الأول، وبختنصر هو الذي سلطه الله على اليهود، "فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً"/ الإسراء 5/. بقوا مشردين في البلاد على مدى مئات السنين، ولفسادهم كانت الأمم كلها تبغضهم، ولقوا على أيدي كل الأمم معاملة سيئة لخبث طويتهم ولانعزالهم ولمكرهم، فالأوربيون كانوا يبغضونهم و يضطهدونهم لأنهم رأوا من شرورهم الكثير الكثير، وألفت عنهم كتب وقصص وروايات، ولعلكم جميعاً قرأتم أو اطلعتم أو على الأقل سمعتم عن مسرحية ويليام شكسبير، تاجر البندقية، التي مدارها حول هذه الشخصية اليهودية الرمزية، شايلوك، التي اجتمعت فيها كل الشرور، كل شرور الإنسانية اجتمعت في هذا اليهودي، وذلك دلالة على نظرة المجتمع الأوروبي في ذلك الزمن إلى اليهود، في ظل الإسلام عاش اليهود في أمان واطمئنان، فإذا اضطهدوا من قبل أمة أخرى كان المسلمون يرعونهم، ولم ينزل المسلمون باليهود العقوبة إلا عندما يخونون وعندما يظهر منهم فساد وخبث ظاهران.
في الأندلس انتهت دولة الإسلام التي كان يعيش فيها المسلمون والنصارى واليهود كلهم في أمان واطمئنان، انقلب نصارى الأندلس، إسبانيا والبرتغال، على المسلمين وأذاقوهم أشكال العذاب، ومعهم أذاقوا اليهود أيضاً أشكال العذاب، فهاجر اليهود من تلك البلاد وجاؤوا إلى بلاد المسلمين مرة أخرى طمعاً في أمن الإسلام، طمعاً في عدل الإسلام، وعاشوا في بلادنا آمنين مطمئنين، ولكنهم كانوا يخططون للرجوع إلى ظلمهم وإفسادهم مرة أخرى، فتجمعوا ووضعوا خططاً وأنشؤوا الحركات المختلفة من صهيونية وماسونية، وقاموا بالثورات المختلفة في بلاد مختلفة، في أمريكا، وفي بريطانيا، وفي روسيا قاموا بالثورة الشيوعية، وفي فرنسا قاموا بالثورة الفرنسية الكبرى، لتدمير معتقدات الشعوب، وللوصول إلى ما يصبون إليه من حكم للإنسانية بالظلم والقهر، هذا ينطبق على كثير من اليهود، لكن لا ينطبق على كل اليهود، فقد ظهر جماعة من اليهود يقولون: لا يجوز لليهود أن يحتلوا فلسطين، ولا يجوز لليهود أن يقيموا دولة في فلسطين، لأن الله عاقبنا ومنعنا من أن نقيم دولة ومن أن نتجمع مرة أخرى، جماعة من اليهود في بريطانيا وفي أمريكا تتبنى هذه النظرية، يقولون: إن اليهود الذين في إسرائيل آثمون على حسب دينهم، على حسب اليهودية، عصاة لله، متمردون على قانون الله، متمردون على شريعة اليهود وعلى القرارات الإلهية التي حرمت بني إسرائيل من إقامة دولة، إذاً فالذين في الكيان الصهيوني هم يأخذون اليهودية كواجهة من أجل المصالح السياسية، ولا يتبنون اليهودية مئة بالمئة، وهذا معروف، مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل كان كما هو معروف ملحداً لا يتبنى عقائد الإيمان أبداً، أي ليس يهودياً على الإطلاق، هو يهودي بالنسب، ولكن أفكاره كانت أفكاراً إلحادية، لا يعترف بوجود الله ولا يعترف بالأديان ولا يعترف بالأنبياء، فالصهيونية هي سياسة اتخذت الدين كواجهة فقط، وهذا ما يحدث الآن في الكيان الصهيوني.
المهم، اليهود يقوون ويقوون، وهذا ما وعدهم الله به، ولكنه وعدهم القوة ثم أوعدهم بعد القوة الضعف، ليس الضعف، بل الدمار والإبادة، "ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً"/ الإسراء 6/. هذه المرة الثانية، وهم الآن في المرة الثانية، "إن أحسنتم أحسنتُم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً"/ الإسراء 7/. "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر". القتال ذلك الوقت سيكون بالسلاح الأبيض، بالسيف والرمح، وأين ستكون هذه الأسلحة الفتاكة؟ الصهاينة عندهم أسلحة نووية قد لا يوجد مثلها في كل دول العالم، مفاعل ديمونا هذا المكان الوحيد المعفى من تفتيش وكالة الطاقة الذرية والهيئات الأممية فهو مستثنى، كما يصرح بذلك مدير وكالة الطاقة الذرية، يقول: لا نعرف مقدار القوة النووية التي تمتلكها إسرائيل، لا نعرف، ليس عندنا أية فكرة بما عندهم من أسلحة نووية، إلى أين ستذهب هذه الأسلحة؟ الظاهر أن حرباً عالميةً ستقوم وتقضي على كل الإمكانات والطاقات الموجودة على وجه الأرض، النفط سينتهي، الأسلحة النووية كلها ستفجر، حيث يعود الناس إلى الحياة البدائية التي كانوا يعيشونها من قبل، وفي ذلك الوقت تقوم الحرب النهائية بين المسلمين واليهود، هذا لا يعني أنه لن تحدث حرب قبلها، قد تحدث حروب سابقة، لأن الله سبحانه قال: "وإن عدتم عدنا"/ الإسراء 8/. قد تحدث حروب قبل هذه، ولكن هذه هي الحرب النهائية، الحرب الأخيرة، حرب الإبادة التامة التي لن تبقي يهودياً على وجه الأرض، سيكون القتال بالسلاح الأبيض، وسيكون هذا في زمان المهدي وعيسى عليهما السلام، سيقاتل المسلمون اليهود، ومعهم سيدنا عيسى ومعهم سيدنا المهدي، والنصارى أين سيكونون؟ النصارى إما أنهم صهاينة يهود، وإما أنهم نصارى صادقون، سوف يتحولون إلى الإسلام عندما يأتي سيدنا عيسى، قال تعالى: "وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته"/ النساء 159/. هذا يعني أن الناس سيكونون في ذلك الوقت معسكرين اثنين فقط، مسلمين ويهوداً، النصارى سيدخلون في الإسلام، عندها ستنقسم الإنسانية إلى قسمين، حق يمثله المسلمون، وباطل يمثله اليهود، فيكون القتال بالسلاح الأبيض، ما فائدة القتال بالسلاح الأبيض مع اليهود؟ الفائدة كبيرة جداً، اليهود قد يتفوقون على المسلمين بالأسلحة النارية وبالأسلحة النووية وبالمدافع والطائرات، ولكن لا يستطيعون أن يتفوقوا عليهم أبداً بالمواجهة، لأنهم قوم جبناء لا يستطيعون المواجهة أبداً، قال تعالى: "لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى"/ الحشر 14/. "لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر". انظر إلى الحصون اليهودية على مر التاريخ، في زمان سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، كانوا يعيشون في المدينة المنورة وعندهم حصون في بني قينقاع في بني النضير في بني قريظة في خيبر، عندهم حصون، "وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم"/ الأحزاب 26/. أي: من حصونهم، هذا كلام عن بني النضير.
إذاً دائماً يتحصنون بالجدر، كما ترون الآن، يبنون جداراً حول دولة، تصور! جدار حول دولة، هذا ليس له سابقة في التاريخ إلا سور الصين العظيم، وذلك لشدة رعبهم، لشدة خوفهم من المواجهة، يخافون كثيراً، أي نحن نضرب المثل، نقول: ما به فلان؟ خائف كثيراً كاليهودي المرعوب، ما قصة هذا اليهودي المرعوب؟ هذا اليهودي المرعوب يئس من الحياة وقرر أن ينتحر، كيف سينتحر؟ سيصعد على رأس جبل ويرمي نفسه من فوق الجبل، وهو يصعد الجبل تعثر بحجر صغير فوقع فقال: آه كنت سأموت، تعثر بحجر فخاف من الرعب، هل يستطيع هذا أن يرمي نفسه من فوق الجبل؟
إذاً اليهود قوم جبناء، لذلك سيكون القتال مباشراً، ولذلك سيهرب اليهود من المسلمين. "فيختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر"، ومن كرامة المسلمين على الله آنذاك سينطق الله الحجر والشجر، "ويقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله". لن يقول له: يا عربي، لن يقول له: يا سوري، يا أردني، يقول له: يا مسلم، يا عبد الله، فالحرب حرب دينية بالدرجة الأولى بيننا وبين اليهود، سبحان الله! اليهود يقولون لنا: هي حرب دينية، نحن نقاتلكم لأننا نحن يهود وأنتم مسلمون، ونحن نقول لهم: لا لا، ليست دينية، هي حرب أرض، حرب مصالح، حرب قومية، هم يقولون: حرب دينية، لماذا نحن لا نعترف؟ وهي في الأصل عندنا حرب دينية أيضاً، "لتجدن أشد الناس عداوة". للعرب؟ لا، ليس للعرب، "للذين آمنوا". الإسرائيليون؟ سكان دولة إسرائيل؟ لا، اليهود، إذاً موضوع دين، "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"/ المائدة 82/. إذاً هي حرب دينية، لذلك "يقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي ورائي تعال فاقتله". أي مهما هرب ومهما هرب، سيصل المسلمون إليه، فيبيد المسلمون اليهود عن آخرهم، عن بكرة أبيهم لا يبقى فيهم يهودي، ولكن هناك بعض الأشجار لا تخبر عن اليهود، "إلا الغرقد". الغرقد معروف، نحن عندنا نقول له: شجر الدفلة، "فإنه من شجر اليهود". هذا لا يقول، إذا لم يقل فإلى متى سيبقى هارباً؟ اختبأ وراءه ولم يتكلم، سيصل المسلمون إليه ويكشفونه بالنتيجة، لكنه هروب مؤقت، ومن باب الهروب المؤقت، سمعنا أن اليهود الآن يكثرون من زراعة هذا الشجر في فلسطين، في صحراء النقب، يزرعون شيئاً كثيراً بالكميات، ماهي مبرراتهم الظاهرية؟ لا أعرف، ولكن قطعاً يعرفون صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام، فيزرعون هذا الشجر ليهربوا إليه عندما تقوم تلك الحرب بيننا وبينهم، دعهم يهربوا ومآلهم أن يمسكوا، عندها يقضى على الشر بالقضاء على اليهود، فتنظف الحياة الإنسانية من اليهود الذين جعلهم الله في عالم البشر، مثل الشيطان في عالم الجن، جعلهم الله شياطين الإنس، وجعلهم المفسدين المخربين في الأرض حيثما حلوا وأينما كانوا ومتى ما كانوا، هم المفسدون.
فبعد أن يباد اليهود عن آخرهم لا يبقى إلا المسلمون، هم الذين يحكمون الأرض في ذلك الوقت ويحكمهم المهدي عليه السلام، قبل أن يدخل الفساد مرة أخرى وينتشر الكفر مرة أخرى، ثم تقوم الساعة على الكافرين الآخرين في التاريخ الإنساني، قال عليه الصلاة والسلام: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس"/4/. قبل هذا الكفر سيعم الإيمان، سيعم الأمن، سيعم السلام في الأرض كلها، سيعم الإسلام الدنيا كلها، كما قال صلى الله عليه وسلم: "المهدي رجل من آل بيتي، يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً"/5/. فيحكم الأرض كلها بالإسلام، ويعيد حكم الخلافة الراشدة، ويطبق شرع الله وسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.

الملفات الصوتية
الملف الأول21.27 MB
الملفات النصية
الملف الأول
أرسل هذه الصفحة إلى صديق
اسمك
بريدك الإلكتروني
بريد صديقك
رسالة مختصرة


المواضيع المختارة
مختارات

[حسن الظن بالله]

حسن الظن بالله يعني أن يعمل العبد عملاً صالحاً ثم يرجو قبوله من الله تعالى ، وأن يتوب العبد إلى الله تعالى من ذنب عمله ثم يرجو قبول الله تعالى لتوبته ، حسن الظن بالله هو ذاك الظن الجميل الذي يأتي بعد الفعل الجميل.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام : {لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى.}
قال سبحانه في الحديث القدسي :{ أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني } أنا عند ظن عبدي بي فإذا ظننت أنه يرحمك وأخذت بأسباب الرحمة فسوف يرحمك ، وأما إن يئست من رحمته وقصرت في طلب أسبابها فإنه لن يعطيك هذه الرحمة لأنك حكمت على نفسك والله تعالى سيحكم عليك بما حكمت أنت على نفسك .