الخطب > من السيرة النبوية 3
من السيرة النبوية 3

الفرد وليد مجتمعه وابنه ينتسب إليه ، يتطبع بطباعه ويعتنق مبادئه ، يتخلق بأخلاقه ويسلك مسالكه ، هذا يهون عليه أن يعيش فيه ، للاتفاق الذي يحدث بين الفرد والمجتمع ، فثمة تناسق وتناغم بينهما ، فإن كان المجتمع مجتمعاً مصيباً محقاً صاحب أخلاق فاضلة وصاحب أفكار عادلة كان الفرد كذلك صاحب حق وصواب فهان عليه أن يتلاءم مع هذا المجتمع ، وإن كان المجتمع مخطئاً مبطلا ًصاحب فساد في الأفكار وصاحب ضلال في الأخلاق كان الفرد كذلك وهان عليه أن يعيش في هذا المجتمع و يتلاءم معه ، ولكن كيف إن شذ الفرد عن مجتمعه شذوذاً خيراً أو شذوذاً شريراً ؟ كيف إن كان الفرد غير المجتمع ؟ كيف إن كان المجتمع مجتمعاً فاسداً فاستطاع الفرد أن يَصلٌح إن فسد المجتمع ؟ كيف إذا علت أفكار الفرد وتمايزت ؟ واستطاع أن يشق طريق النور في وسط الظلام ؟ واستطاع أن يكون صاحب حق وسط أرباب الباطل ؟ واستطاع أن يكون مصيباً في داخل معمعة الخطأ ؟ كيف السبيل للحياة إذاً ؟ كيف يعيش الفرد الصالح في المجتمع الفاسد ؟ كيف يستطيع فرد صالح أن يحافظ على نفسه أولاً داخل هذا المجتمع الفاسد ، وأن يغير فساد هذا المجتمع ثانيا ؟ كيف يمكن للفرد الصالح أن لا يذوب في بوتقة المجتمع الفاسد وينصهر فيه ، ثم ألا ينعزل عن هذا المجتمع وينغلق عنه انغلاقاً مطلقاً ؟
كل هذه الأفكار تراودنا عندما نتعرف على محمد صلى الله عليه وسلم الطفل ، ومحمد الفتى ، ومحمد الشاب

الحمد لله ، الحمد لله ثم الحمد لله ، الحمد لله نحمده نستعين به نستهديه نسترشده ، نتوب إليه نتوكل عليه . ونعوذ بالله من شرور أنفسنا

وفاسد آمالنا ، ونستغفره من سيئات أقوالنا وأعمالنا ، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده

لا شريك له معز المؤمنين وناصرهم ، ومخز الملحدين وقاتلهم ، خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً ، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا و قائدنا

وقدوتنا محمداً عبده ورسوله ، وصفيّه وخليله ، خير نبي ٍ اجتباه وهدىً ورحمة للعالمين أرسله ، بلغ العلا بكماله ، كشف الدجى بجماله ، حسنت

جميع خصاله، صلوا عليه وآله ، اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه ، وارضَ عن خلفاءه الأربعة الميامين ، سادتنا أبي بكر وعمر

وعثمان وعلي ، وعن سبطيه الأكرمين أبي محمد الحسن و أبي عبد الله الحسين وعن أمهما فاطمة الزهراء وجدتهما خديجة الكبرى ، وعن

عائشة أم المؤمنين ، وعن جميع الآل والصحابة والأهل والأزواج والقرابة ، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم برحمتك يا

أرحم الراحمين .
وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ، ما للظالمين من حميم ٍ ولا من شفيع يطاع ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . أما

بعد أيها الأخوة المؤمنون .
الفرد وليد مجتمعه وابنه ينتسب إليه ، يتطبع بطباعه ويعتنق مبادئه ، يتخلق بأخلاقه ويسلك مسالكه ، هذا يهون عليه أن يعيش فيه ، للاتفاق الذي

يحدث بين الفرد والمجتمع ، فثمة تناسق وتناغم بينهما ، فإن كان المجتمع مجتمعاً مصيباً محقاً صاحب أخلاق فاضلة وصاحب أفكار عادلة كان

الفرد كذلك صاحب حق وصواب فهان عليه أن يتلاءم مع هذا المجتمع ، وإن كان المجتمع مخطئاً مبطلا ًصاحب فساد في الأفكار وصاحب

ضلال في الأخلاق كان الفرد كذلك وهان عليه أن يعيش في هذا المجتمع و يتلاءم معه ، ولكن كيف إن شذ الفرد عن مجتمعه شذوذاً خيراً أو

شذوذاً شريراً ؟ كيف إن كان الفرد غير المجتمع ؟ كيف إن كان المجتمع مجتمعاً فاسداً فاستطاع الفرد أن يَصلٌح إن فسد المجتمع ؟ كيف إذا

علت أفكار الفرد وتمايزت ؟ واستطاع أن يشق طريق النور في وسط الظلام ؟ واستطاع أن يكون صاحب حق وسط أرباب الباطل ؟ واستطاع

أن يكون مصيباً في داخل معمعة الخطأ ؟ كيف السبيل للحياة إذاً ؟ كيف يعيش الفرد الصالح في المجتمع الفاسد ؟ كيف يستطيع فرد صالح أن

يحافظ على نفسه أولاً داخل هذا المجتمع الفاسد ، وأن يغير فساد هذا المجتمع ثانيا ؟ كيف يمكن للفرد الصالح أن لا يذوب في بوتقة المجتمع

الفاسد وينصهر فيه ، ثم ألا ينعزل عن هذا المجتمع وينغلق عنه انغلاقاً مطلقاً ؟
كل هذه الأفكار تراودنا عندما نتعرف على محمد صلى الله عليه وسلم الطفل ، ومحمد الفتى ، ومحمد الشاب ، وهو الذي تمايزت أفكاره ،

وهو الذي نضجت عقيدته وهو الذي استقامت أخلاقه ، وهو الذي صح سلوكه والمجتمع على النقيض من ذلك كله ؛ فاسد الفكر ضال الهوى

فأنّى للفرد الصالح أن يطمئن في هذا المجتمع الفاسد .
إن أردت الجواب عن كل تلك التساؤلات فابحث عن الجواب في محمد صلى الله عليه وسلم الفتى الصالح داخل المجتمع الفاسد ، ماذا فعل حتى

لا ينعزل عن المجتمع ؟ وماذا فعل حتى لا ينصهر فيه ؟ كيف استطاع أن يحقق ذلك المركب المعقد ذلك المركب الصعب ؛ أن يعاشر وينعزل

أن يخالط وينغلق في وقت واحد ، تلك معضلة معجزة تحققت في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي أعده الله جلّ وعلا لخبر

عظيم ولمهمة جليلة من قبل أن يولد ومن بعد أن ولد ، ومنذ كان طفلاً ومن بعد أن صار فتى ثم عندما صار شاباً ثم عندما دخل الكهولة ، في كل

تلك المراحل كان الله جلّ وعلا يعده ولسان الحال يقول له { ولتصنع على عيني } ولسان الحل يقول له { واصطنعتك لنفسي }

فتحققت تلك المعضلة المعجزة بأن كان عليه الصلاة والسلام منعزلاً ومتفاعلاً ، منغلقاً ومخالطاً في آن معاً ، لقد كان عليه الصلاة والسلام

صالحاً بين فاسدين فكان بذلك غريباً ، والغربة سمة للصالحين في معظم العصور وذلك أن الصلاح قليل أتباعه غالبا وأن الفساد كثير أتباعه

غالبا لذلك كان الصالحون بين الفاسدين غرباء .
يا أيها المسلم الصالح يا أيها المسلم العاقل لا تغرنك كثرة العدد هنا وهناك ، يا أيها الإنسان الذي تزعم العقل وتزعم بُعد النظر ، إياك ثم إياك أن

تظن الحق مع الكثرة وأن القلة دلالة على الباطل ، إياك ثم إياك أن تظن أن المذهب أو المبدأ الذي تتبعه أنت خير من المذهب أو المبدأ الذي يتبعه

عشرة ، وأن المبدأ الذي يتبعه عشرة خير من المبدأ الذي يتبعه واحد ، إياك ثم إياك أن تكون ممن كان إيمانه إيمان الحواس لا إيمان العقل إياك

أن تستجيب للسمع وللبصر أكثر مما تستجيب للعقل وللمنطق لأن الحواس لربما أخطأت بل غالباً ما تخطئ ، وأما العقل والمنطق فإن خطأه أقل

والفطرة لا تخطئ أبداً فلتكن فطرياً عاقلاً ولا تكن إنسان متعلق بالحواس . شتان بين من آمن بفطرته وفكره وبين من آمن بحواسه وبصره

إيمان الفطرة أعلى رتبة من إيمان الحواس ، هذا أبو بكر رضوان الله عليه جسد لنا إيمان الفطرة { ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له

كبوة غير أبي بكر } أبو بكر دعي إلى الإسلام فأجاب وما أمهل حتى يفكر وما أمهل حتى يستشير حواسه ، إنما آمن بفطرته إيماناً عاجلاً ،

أٍسلم يا أبا بكر أسلم أبو بكر ، اشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله .
دون إيمان الفطرة يأتي إيمان العقل ، لأن الفطرة لا تخطئ والعقل ربما أخطأ في أحيان قليلة يخطئ إذا شذ وخرج عن حدوده المرسومة له .
أسلم الحصين إسلام عقل وآمن إيمان منطق إذ دخل على النبي عليه الصلاة والسلام وهو يرغي ويزبد ويبرق ويرعد وهو يتوعد النبي عليه

الصلاة والسلام بأشكال الوعيد إن هو لم يدع دعوته إلى الحق والهدى ، فيأخذه النبي عليه السلام إلى بيته و يقول لأصحابه أفسحوا للشيخ

ويجلس الحصين إلى جواره فيقول : يا حصين كم إلهاً تعبد فيقول الحصين : سبعة في الأرض وواحد في السماء . يقول عليه الصلاة

والسلام : فإن أصابك ضر فإلى من تلتجئ ؟ يقول الحصين : إلى الذي السماء . يقول عليه الصلاة والسلام : فإن هلكت الدواب

والماشية فإلى من تلتجئ ؟ يقول : إلى الذي في السماء . يقول فإن أردت النصر في حرب فممن تطلبه ؟ يقول : من الذي في السماء

. من الذي في السماء وإلى الذي في السماء فهؤلاء الذين في الأرض أعندهم خير يعطونك إياه ؟ قال : لا . قال : أفعندهم شر تتقيه

بعبادتك لهم ؟ قال : لا . قال : يا حصين إذاً أسلم . قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول . ناقشه بالعقل والمنطق فأسلم

الحصين .
دون إيمان العقل يأتي إيمان الحواس وشتان بينهما ؛ يأتي ذلك الأعرابي إلى رسول عليه الصلاة والسلام وهو لا يريد أن يستجيب لفطرته ، وهو

لا يسأل نقاشاً بعقل سليم ومنطق سديد إنما يريد أن ترى حواسه حتى يسلم . يقول : يا محمد من يشهد لك ؟ فيقول عليه الصلاة والسلام

: اختر من ترضاه شاهداً . فيأخذ ذاك الإعرابي ضباً من الأرض ويرميه في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول : دع هذا

يشهد لك حتى أشهد لك إن آمن بك هذا الضب آمنت بك . فيقول عليه الصلاة والسلام : يا ضب ما تقول ؟ فيقول الضب - حقيقة لا

خيالاً - يقول الضب ظاهراً غير باطن يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله . الضب يتكلم والأعرابي يرى ذلك بأم عينه

ويسمعه بأذنه ، أفيملك الأعرابي ألا يؤمن ؟! آمن الأعرابي وشهد شهادة الحق ولكن أيكون إيمان الأعرابي مثل إيمان الحصين ؟ أيكون

إيمان الإعرابي مثل إيمان أبي بكر ؟ أيكون من آمن بفطرته مثلما الذي جعله الضب يؤمن ! شتان بينهما .
إن أقوام جعلوا البصر هو الحاكم عندهم والسمع هو الحجة لديهم أقوام يكثر ضلالهم وخطؤهم ويضل اهتداؤهم وصوابهم لأن الحواس طالما

أخطأت لأن الحواس كثيراً ما ضلت ، الحواس محدودة الحواس ضيقة الأفق ؛ البصر لا يرى ما دون الموجة الحمراء ولا يرى ما فوق الموجة

البنفسجية ، البصر لا يرى ما وراء الجدار ولا يعلم ما بعد الأفق ، السمع لا يسمع ما دون ستة عشر ذبذبة في الثانية ، ولا يسمع مل فوق

عشرين ألف ذبذبة في الثانية ، ولا يسمع الأصوات البعيدة الخافتة الضعيفة ، الحواس كلها كذلك تحتاج إلى مواصفات معينة حتى تحس فهي

محدودة ضيقة فلماذا تتخذ حجة ولماذا تتخذ حكماً ؟ لا يغرنك كثرة العدد الذي يتبع مبدأً والذي يرتاد مذهبا ، لأن هذه الأعداد الحواس تدركها

والحواس تضل ، فهذه الأعداد لا قيمة لها في ميزان الحق ، لا قيمة لها في ميزان الحق ، الحق قليل أتباعه والباطل أهله كثيرون .
هذا هو البرهان من العقل ، فما هو البرهان على ما أقول من النقل ؟
إن البراهين في النقل كثيرة في كتاب وفي سنة أما قال رب العزة سبحانه { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } أما قال رب العزة سبحانه {

ولكن أكثر الناس لا يشكرون } أما قال جلّ وعلا { ولكن أكثرهم لا يؤمنون } أما قال سبحانه { قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو

أعجبك كثرة الخبيث } أما قال عز من قائل : {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم } { وقليل ما هم } أما قال جل وعلا

{ وقليل من عبادي الشكور } { اعملوا آل داود شكرا ، وقليل من عبادي الشكور } .
نعم أخوتي الشاكرون أقل من الكافرين ، والمؤمنون أقل من الجاحدين ، والحق يتبعه فئة قليلة ، والباطل يتبعه الكثيرون { ثلة من الأولين

وقليل من الآخرين } هؤلاء هم السابقون ، وأما أصحاب الشمال فإنهم كثيرون كثيرون .
كثيرون أخوتي الذين يتبعون الباطل ؛ أتباع الأنبياء كم ؟
يدعو نوح عليه السلام إلى الحق والهدى سنين طوالاً ، ثم ينجيه الله جلّ وعلا بعد أن يأسه من قومه فأنزل عليه { إنه لن يؤمن من قومك

إلا من قد آمن } فكم قد آمن ؟ اختلفت الروايات في عدد الذين نجوا في الفلك فقالت رواية نجا في الفلك سبعة ، وقالت رواية نجا في الفلك

ثمانية عشر ، وقالت رواية نجا في الفلك ثمانون ، وهذه الرواية هي أقصى الروايات عددا . ثمانون رجلاً آمن بعد أن دعا نوح إلى الله فكم

طالت دعوة نوح إلى الله ؟ { فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً } مكث يدعو إلى الله تسعمائة وخمسين سنة فآمن به ثمانون على أبعد

تقدير .
يونس عليه السلام يدعو إلى الله سنين فلا يؤمن به أحد قبل أن يلتقمه الحوت ، ثم يؤمن به أكثر من مائة ألف ، بل ثمة أنبياء لم يؤمن بهم أحد أبداً

يقول عليه الصلاة والسلام - ولتفهم أبعاد هذا القول - : { يأتي النبي يوم القيامة ومعه الرهط ، ويأتي النبي ومعه الرجل والرجلان

} { يأتي النبي ومعه الرهط } رجال قليلون ، { ويأتي النبي ومعه الرجل والرجلان ، ويأتي النبي وليس معه أحد } ثمة أنبياء يأتون

لا أتباع لهم ، ولا مؤيدين لهم ، { ويأتي النبي وليس معه أحد } ، وفي المقابل يقول رب العزة سبحانه في فرعون : { يقدم قومه يوم

القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود ، وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الورد المورود } يقدم قومه ، وراءه خلق كثيرون

وجعلناهم أئمة يهدون إلام ؟ إلى النار . يدعون إلام ؟ إلى الغضب . هؤلاء هم أئمة الباطل والضلال ، وأما أئمة الحق والهدى فإن أتباعهم

قليلون ، لأن الحق مرّ والباطل حلو لذيذ ، لأن الحق صعب تجرعه وأما الباطل فإنه سائغ يسهل تجرعه لأصحابه وأهله ، يصعب على المرء أن

يسمع ( هذا حرام ، هذا فرض ، هذا واجب )ويسهل عليه أن يسمع ( افعل ما بدا لك فإنه حلال ، ودع ما تريد فإنه ليس عليك بمفروض

) من أجل هذا قلّ أصحاب الحق لأن الحق يحتاج إلى تضحية ولأن الحق يحتاج إلى همة عالية ، وأما الباطل فإن أفواج الناس ونكراتهم

يستطيعون أن يتبعوه ، لذلك كان صاحب الحق ظالماً غريباً بين أصحاب الباطل ، لأنه قليل بين كثيرين لأنه قليل بين كثيرين .
وهكذا كان النبي المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ، كان فرداً والمجتمع مجتمع كبير ، كثير الأفراد ، والباطل هو عماده ، من أجل ذلك

كان غريباً ، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم ، { بدأ الإسلام غريباً } ، هكذا يقول عليه الصلاة والسلام كما في صحيح الإمام مسلم : {

بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء } من هم الغرباء ؟ الذين يصلحون إذا فسد الناس وفي رواية الذين يصلحون ما أفسد

الناس ، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس أو إذا فسد الناس ، هؤلاء هم الذين ساروا على الطريق الحقة والجادة المصيبة التي سار

عليها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، كان غريباً وتجلت غربته في مظاهر كثيرة منها أنه عليه الصلاة والسلام كان يبتعد عن ضلالاتهم

فلا يسجد لأصنامهم ولا يشرب خمورهم ولا يفعل فاحشتهم ولا يأكل ذبائحهم التي تذبح على النصب ولا يستقسم بأزلامهم ولا يفعل شيئاً من

منكراتهم ، ويفعل ما لا يفعلون من المعروف والخير ، فأدى ذلك إلى غربة في نفسه ، تجلت هذه الغربة في اعتزاله وخلوته ، وفي إيوائه إلى

غار حِراء ذلك المكان الذي شهد معرض النور الأول لقد كان عليه الصلاة والسلام لا يقوى على أن يظل معهم أيامه كلها و على أن يصحبهم

في كل وقته ، لذلك كان ينجو بنفسه ويهرب منهم ، فيعتزل في غار حراء . فماذا كان يفعل في غار حراء ؟ يقول قائل : كان في غار

حراء يفكر في سبيل يصلح بها هذا المجتمع ، فيقولون : إن غار حراء كان منطلقاً للإصلاح الاجتماعي ، ففيه وضع النبي عليه الصلاة

والسلام فلسفته الاجتماعية وفيه تبلورت مبادئه وأفكاره ، وقال آخرون : لا بل كان في غار حراء يتفكر في ملكوت السماوات والأرض ،

وكان في غار حراء يبحث عن الله حتى وصل إليه في نهاية المطاف بعد بحث طويل .
وهذه الأقوال ربما كانت في ظاهرها جميلة ، ولكنها في باطنها مسمومة ، لأنها توهمنا أن النبي بحث عن الوحي حتى وصل إلى الوحي ،

والصواب أن النبي عليه الصلاة والسلام جاءه الوحي دون سابق انتظار ، إنما كان في غار حراء يعتزل ، كان يخلو ، ربما كان يتفكر ، ربما

كان يفكر ، ربما كان ينظر ، وربما كان يشعر ، ولكن ما كانت إقامته في غار حراء سبيلاً لمجيء النبوة إليه لأن النبوة كانت ستأتي ولو لم يقعد

في غار حراء ، ولو لم يخلُ ويعتزل ، لأن حراء ليس مقدمات يستطع أن يفعلها أي أحد ، فتأتيه النبوة بعدها ، حتى النبي عليه الصلاة والسلام ما

كان ينتظر النبوة إنما النبوة كانت تسعى إليه وهو ما كان يسعى إليها ، كان غريباً عليه الصلاة والسلام وهكذا ينبغي أن تكون يا مسلم ، فإن لم

تشعر بغربة في مجتمعك هذا يعني أنك مثل المجتمع ومجتمعك فاسد لا محالة ، فاحذر أن تكون مثله فاسداً ، احذر أن تكون مختلطاً به لدرجة

الانصهار والذوبان ، وعلى الجهة الأخرى احذر أن تنعزل عنه إلى درجة الانغلاق ، وما كان كذلك عليه الصلاة والسلام ما كان منغلقا ، فكما

كان غريباً عنهم كان معاشراً لهم مختلطاً بهم ، وكان لذلك مظاهر كثيرة ؛ منها أنه محبوب من قبلهم محترم عندهم ، فها هم أولاء يسمونه الصادق

الأمين ، وهاهم أولاء يضعون عنده أماناتهم وأموالهم ، بل إنه عليه الصلاة والسلام يشاركهم في محاربهم ويشاركهم في حروبهم ، لقد شاركهم

في حرب الفجار ، وكان عليه الصلاة والسلام ينبل لأعمامه أي يعطيهم الأسلحة يعطيهم السهام والنبال التي يتخذونها في حربهم ، وهذا مظهر

من مظاهر معاشرته ومخالطته ، فغربته لم تؤدي إلى الانغلاق ، فها هو عليه الصلاة والسلام يتحالف معهم ويشاركهم في حلف الفضول في دار

عبد الله بن جدعان ، حتى عندما صار نبياً لم يندم على اشتراكه في حلف الفضول ، فقال عليه الصلاة والسلام : { شهدت في الجاهلية

حلفاً مع أعمامي في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت } { شهدت مع أعمامي في

الجاهلية حلفاً في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت } لقد كان عليه الصلاة والسلام

يرتاد أسواقهم ويتاجر تجارتهم ، بل وكان عليه الصلاة والسلام يرعى لهم أغنامهم : { ما من نبي إلا ورعى الغنم ، قالوا : يا رسول

أنت رعيتها ؟ قال : نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة } لقد كان واحداً منهم كان مضارباُ يعمل متاجراً بأموال الناس ويأخذ نسبة من

الأرباح ، وهذه التي تسمى بالمضاربة ، أي المساهمة ، فواحد يضع رأس المال وواحد يعمل ، وما كانت تجارته بمال خديجة إلا وجهاً من أوجه

مضاربته عليه الصلاة والسلام ، لقد كان معاشراً لهم ، لم تدفعه غربته ولم تدفعه خلوته على أن ينعزل عن المجتمع انعزالاً تاماً وينغلق انغلاقاً

مطبقاً ، لأن هذا سيؤدي إلى تبعات كثيرة ، سيؤدي إلى أن يعجز عن الدعوة ؛ فكيف يدعو قوماً لا يعرفونه ؟ وكيف يدعو قوماً لا يعرفهم ؟ لابد

من يعرف مداخل هذا المجتمع ومخارجه ، وأن يعرف تفاصيله ودقائقه ، حتى إذا دعاه كان عالماً به ، ثم لابد أن يعرفوه حتى إذا دعاهم استجابوا

له فهو الصادق الأمين ، لقد استغل عليه الصلاة والسلام معرفته لهم ومعرفتهم له في الدعوة ، فلما أنزل الله جلّ وعلا عليه أمره بالدعوة {

وأنذر عشيرتك الأقربين } صعد النبي عليه الصلاة والسلام جبل الصفا ونادى : { يا معشر قريش يا معشر قريش اجتمعوا إليه قال

أرأيتم لو أني أخبرتك أن جيشاً وراء هذا الوادي أكنتم مصدقيّ ؟ قالوا : نعم ما أنت فينا إلا صادق مصدوق ما جربنا عليك كذباً قط ، قال :

فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . } لقد استغل معرفتهم له عندما قال لهم أكنتم مصدقي ؟ فأقروا فقالوا : ما جربنا عليك كذباً قط .

لقد عاشرهم ليعرفوه وليعرفهم ، من أجل فالغربة لا ينبغي أن تؤدي إلى الانغلاق .
أي الناس خير ؟ سؤال سؤله النبي عليه الصلاة والسلام فماذا أجاب ؟ أي الناس خير قال : { مؤمن مجاهد بنفسه وماله ، قالوا ثم أي ؟

قال : مؤمن يخالط الناس ويصلح بعض ما أفسدوا ، قالوا : ثم أي ؟ قال : مؤمن معتزل في شعب من الشعاب يتقي ربه ويدع الناس من

شره . } فالخلوة دون الخلطة والاعتزال دون المعاشرة ، و{ الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير ممن لا يخالط الناس ولا يصبر

على آذاهم } ، متى يطالب المسلم بالخلوة ؟ عندما يتيقن من ضعفه يتيقن من عجزه ويعلم أن مخالطته للناس لن يستطيع بها أن يصلح الناس ،

وربما استطاع الناس أن يفسدوه، عندها يعتزل خشية على نفسه من أن يفسد خشية على نفسه من أن يضل معهم ، يعتزل حتى ينقذ ما يمكن

إنقاذه وحتى يحقق الحد الأدنى من الصلاح ، إما أن تكون صالحاً فتكون مصلحاً ، وإما أن لا تكون مصلحاً فلا تكون صالحا ، إن لم تستطع أن

تُصلح فلن تستطيع أن تَصلح ، العلاقة بينك وبين المجتمع الفاسد يا أيها المسلم الصالح مثل العلاقة بين الفريقين في لعبة شد الحبل : لا تجد

في لعبة شد الحبل فريقاً ساكناً إما أن يكون شاداً وإما أن يكون مشدوداً ، فإن رأيت نفسك ضعيفاً عاجزاً عن أن تصلح بعض فساد المجتمع

فلتعلم أن المجتمع سيفسد بعض صلاحك ، فلا يمكن إلا أن يصير تفاعل بينك وبينه ، فإن لم يكن لصالح صلاحك كان لصالح فساده .
كان عليه الصلاة والسلام غريباً وكان مع ذلك معاشرا ، كان يدعو إلى الله في طفولته ، ويدعو إلى الله في شبابه ، ويدعو إلى الله في

رجولته ، وإن شئنا الدقة في اللفظ فلقد الله كان يدعو به في هذه المراحل كلها ، ما كان يدعو ولكن كان يدعى به ، تفصيل ذلك : لو أنك

سألت رجلاً كم طالت دعوت النبي صلى الله عليه وآله سلم إلى الله ؟ لأجابك بما قرأه : لقد طالت ثلاثة وعشرين عاماً ، فنبئ وهو ابن

أربعين وتوفي وهو ابن ثلاث وستين ، ثلاث وعشرين سنة قضاها النبي عليه الصلاة والسلام يدعو إلى الله ، أقول لو أننا حللنا الأمور بأبعادها

لقلنا واثقين مما نقول : إن دعوة النبي المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه إلى الله استغرقت ثلاثاً وستين سنة لا ثلاثاً وعشرين سنة ، لقد

استغرقت حياته كلها فهو يدعو إلى الله في كل حياته ، فتارة يدعى به وتارة يدعو ، تارة يدعو دعوة غير مباشرة وتارة يدعو دعوة مباشرة ،

أربعين عاماً قضاها قبل النبوة يدعو ، فلو أننا تصورنا أنه في السنة الأربعين من عمره صار نبياً ودعا الناس إلى الله ولم يكن هو الصادق

الأمين الذي يعرفه الناس في طفولته وفي شبابه صادقاً أميناً ، أكانت دعوته تلقى قبولاً ؟ لا ، لو تصورنا أنه صار نبياً في الأربعين وليس هو

ذاك الشاب الذي عنده رجاحة العقل وسداد الرأي ، أكانت كلماته تنزل في موضع قبول ؟ لا . لو تصورنا أنه صار نبياً في موضع الأربعين

وليس ذلك الشاب الذي حضر حلف الفضول ، أكان يقبل ؟ لا . لو تصورناه صار نبياً في الأربعين ولم يكن يوماً من الأيام صاحب المشورة

في وضع الحجر الأسود عند بناء الكعبة وحل مشكلة عظيمة وحقن دماء كثيرة ، أكانت دعوته تقبل ؟ لا . لو تصورناه صار نبياً وهو في

الأربعين ولم يكن ذلك الرجل الذي كان زينة للمجالس ، وكان شيخاً إذ كان شاباً وكان كهلاً إذ كان طفلاً ، نعم ، إذ إن { خيار شبابكم من تشبه

بكهولكم وشرار كهولكم من تشبهوا بشبابكم } قالها عليه الصلاة والسلام . فالشاب الذي يتزن اتزان الكهول خير الشباب ، والكهل الذي

يتصابى تصابيَ الشباب شر الكهول ، كان كهلاً إذ كان شاباً ، لو لم يكن كذلك وجاء بالنبوة إذ صار في الأربعين أكانت نبوته تقبل ؟ أوكانت

دعوته تسمع ؟ لا وألف لا . إذاً كانت الأعوام الأربعون التي قضاها قبل النبوة مقدمة للنبوة ومؤهلة للنبوة ، ولو يكن هو ذاك الشاب الذي

قضى تلك الأربعين لما كان ذاك النبي بعد الأربعين ، سنوات حياته كلها دعوة ، ثلاث وستون سنة قضاها داعياً إلى الله جلّ وعلا وقضاها

صالحاً يبعده الله جلّ وعلا عن كل فساد وكل ضلال ، فإن شئت أن تدعو مثله فتكون مصلحاً فلتغترب مثله ولتكن صالحاً لأن من لم يغترب

... من لم يغترب في نفسه لم يدع بشخصه ، فالعلاقة التي تحققت فيه عليه الصلاة والسلام بين الخلطة والخلوة ، وبين العشرة والغربة

كانت علاقة معقدة ، فكان عليه الصلاة والسلام مغترباً بنفسه معاشراً بجسده وشخصه ، ولربما استجاب شخصه وجسده لنفسه في بعض

الأحيان فخلا حتى بجسده في غار حراء الأيام والليالي ذوات العدد كما صح في الحديث حتى يعود إليهم بخلطته بجسده وقد زادت نفسه غربة

عنهم وزادت رقياً في مدارج الصلاح وزادت بعداً عن ضلالاتهم وسفاسفهم ، فترك سفاسف الأمور إلى معاليَها ، حتى يكون يوماً من الأيام

محمداً رسول الله ، دخل في غار حراء تلك المدرسة العظيمة دخل تلك المدرسة الجليلة حتى يأخذ الشهادة يوماً من الأيام وتنزل عليه شهادة

الله جلّ وعلا شهادة النبوة : {اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علّم بالقلم ، علم الإنسان ما لا

يعلم } نزلت عليه شهادة ما كان ينتظرها ، { ما كنت تدري ما الكتاب وما الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء } { ما كنت

ترجو أن يلقى إليك روح من أمرنا } ما كان عليه الصلاة والسلام يعلم ما هي النبوة ، حتى إذا جاءته النبوة ذعر منها ، فرجع إلى زوجته

يقول : زملوني ، زملوني لأن النبوة تأتي دون أن تنتظر ، وتنبئ دون أن تلحق ، لأن علم النبوة يأتي بتعليم لا بتعلم ، ولأن أدب النبوة يأتي

بتأديب لا بتأدب .
ذلكم محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام قبل النبوة ، ولعل هذا أهم من أن نتعرف على اليوم الذي ولد فيه أهو الثاني من ربيع الأول أم هو

الثامن أم هو الثاني عشر ؟ لا يهمنا كثيراً أن ندقق في الروايات ونرجح واحدة منها على الأخرى ، إنما يهمنا أن نعلم كيف كان محمد الطفل ؟

وكيف كان محمد الشاب ؟ وكيف كان إعداد الله جلّ وعلا له كصالح ، ثم كيف كان إعداد الله له كمصلح ، كيف جمع بين الغربة وبين الصحبة

كيف جمع بين العزلة وبين العشرة هذا الذي يهمنا في محمد عليه الصلاة والسلام قبل النبوة ، أما كيف كان بعد النبوة وما كانت مراحل دعوته

إلى الله جلّ وعلا ، فإن هذا ما سنتحدث عنه في لقاء قادم بإذن الله سبحانه أقول هذا القول واستغفر الله .
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً بوحدانيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً

عبده ورسوله الشفيع المشفع في المحشر ، ما اتصلت عين بنظر ووعت أذن بخبر ، أوصيكم عباد الله ونفسي يتقوى الله ، وأحثكم وإياي على

طاعته ، وأحذركم وبال عصيانه ومخالفة أمره ، واعلموا أنه لا يضر ولا ينفع ولا يصل ولا يقطع ولا يعطي ولا يمنع ولا يخفض ولا يرفع ولا

يفرق ولا يجمع إلا الله ، واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه وثنى بملائكة قدسه وعرشه ، فقال تعالى : { إن الله وملائكته يصلون

على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } اللهم صل على محمد و آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك

حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد .
اللهم أيد الإسلام وأعز المسلمين وأعل وانصر يا مولانا الحق والدين ، اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيراً فوفقه إلى كل خير ، ومن أراد

بالإسلام والمسلمين شراً فخذه أخذ عزيز مقتدر ، واجعله عبرة لمن أراد أن يتذكر أو يعتبر ، اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك

والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار ، لا تدع اللهم ذنباً لنا إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا كرباً إلا نفسته ولا

ديناً إلا قضيته ولا مريضاً إلا شفيته ولا مبتلىً إلا عافيته ولا ضالاً إلا هديته ولا مظلوماً إلا نصرته ولا ظالماً لنفسه إلا أصلحته ولا ظالماً لنا إلا

قصمته ولا دعاء إلا أجبته ولا حاجة لك فيها رضى إلا تفضلت علينا بقضائها يا قاضي الحاجات يا مجيب الدعوات يا كاشف الملمات يا سامع

الأصوات يا رب الأرضين والسماوات يا مبدل السيئات حسنات بدل سيئات حسنات يا ظهر اللاجئين يا جار المستجيرين يا آمان الخائفين يا دليل

المتحيرين يا هادي الضالين يا مقوي الضعفاء إنا ضعفاء فقونا إنا محرومون فأعطنا إنا فقراء فأغننا إنا أذلاء فأعزنا إنا مقهورون فانصرنا إنا

مذنبون فتب علينا واغفر لنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً اللهم ردنا إلى قرآنك

رداً جميلا اللهم ردنا إلى السنة رداً جميلاً . اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وأهلك يا مولانا الكفرة والملحدين أعداءك أعداء الدين واغفر

اللهم للمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات والحمد لله رب العالمين .
أيها الأخوة : ابحثوا عن الحق أينما كان وإن قل أتباعه واحذروا من الباطل أينما كان وإن كثر أتباعه ، واذكروا قول النبي المصطفى صلى

الله عليه وسلم : { يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على القصعة ، قالوا أقلة نحن حينئذ يا رسول الله ؟ قال : أنتم حينئذ

كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل } فاحذروا أن تكونوا مع الكثير الذين هم غثاء السيل والواجب أن تكونوا من القليل الذين قال الله فيهم {

وقليل من عبادي الشكور } .
عباد الله { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون } .

الملفات الصوتية
الملف الأول484.72 KB
أرسل هذه الصفحة إلى صديق
اسمك
بريدك الإلكتروني
بريد صديقك
رسالة مختصرة


المواضيع المختارة
مختارات

[حسن الظن بالله]

حسن الظن بالله يعني أن يعمل العبد عملاً صالحاً ثم يرجو قبوله من الله تعالى ، وأن يتوب العبد إلى الله تعالى من ذنب عمله ثم يرجو قبول الله تعالى لتوبته ، حسن الظن بالله هو ذاك الظن الجميل الذي يأتي بعد الفعل الجميل.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام : {لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى.}
قال سبحانه في الحديث القدسي :{ أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني } أنا عند ظن عبدي بي فإذا ظننت أنه يرحمك وأخذت بأسباب الرحمة فسوف يرحمك ، وأما إن يئست من رحمته وقصرت في طلب أسبابها فإنه لن يعطيك هذه الرحمة لأنك حكمت على نفسك والله تعالى سيحكم عليك بما حكمت أنت على نفسك .