مواضيع متنوعة > التّيامن
التّيامن

وهكذا يستحب التيامن في مواطن كثيرة باليد أو بالرجل أو غيرهما من أعضاء الجسد ، فعلى سبيل المثال دخول المسجد يستحب أن يكون بالرجل اليمنى ، والخروج منه بالرجل اليسرى ، بخلاف دخول الخلاء يستحب دخوله بالرجل اليسرى و الخروج منه بالرجل اليمنى...

بسم الله الرحمن الرحيم
صح في الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت:{ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في طهوره وتنعله وترجله و في شأنه كله} {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في طهوره وتنعله وترجله و في شأنه كله}.
و التيامن سنة ، ومنه أخذ اليمين ، واليمن بركة ، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يعطي كل فعل شريف الطرف الأيمن وكل فعل دنيء الطرف الأيسر ، وكان عليه الصلاة و السلام يحب التيامن في أفعاله عاداتها وعباداتها ، لاحظوا أن العبادات ترتبط باليمين ارتباطاً وثيقاً ؛ فعندما يطوف المسلم حول الكعبة المشرفة يقف عن يمينها ، وعندما يصلي المرء يسلم أولاً عن يمينه ثم عن يساره ، وهكذا في عبادات كثيرة يلحظ التيامن .
كان عليه الصلاة و السلام يعجبه التيامن في طهوره :
و التيامن في الطهور يعني أن يبتدئ بالأعضاء اليمنى قبل الأعضاء اليسرى في الغسل و في الوضوء ؛ فأما في الوضوء : فإنه صلى الله عليه وسلم يغسل يده اليمنى قبل يده اليسرى ورجله اليمنى قبل رجله اليسرى . وأما في الغسل : فقد كان عليه الصلاة والسلام يريق الماء على شقه الأيمن ثم يريق الماء على شقه الأيسر ثم يريق الماء على رأسه ، فإذاً كان يبتدئ بالشق الأيمن ثم الشق الأيسر .
ويعجبه التيامن في تنعله :
فكان إذا انتعل نعلاً ابتدأ بالرجل اليمنى ، وإذا خلع النعل نزع الرجل اليسرى أولاً ، فقال عليه الصلاة و السلام :{فلتكن اليمنى أولاهما تنعل وأخرهما تنزع}
ويعجبه التيامن في ترجله : والترجل في اللغة يطلق على معنيين ؛ أحدهما أن ينزل الراكب عن مركوبه ، فرساً كان أو بعيراً أو غير ذلك ، و الترجل أيضاً هو تمشيط شعر الرأس ، وهذا هو الغالب على الحديث ، فقد كان عليه الصلاة والسلام يمشط شعر رأسه بيده اليمنى ، وقد يفهم الحديث أنه يفرق شعر رأسه نحو الجهة اليمنى ، وقد يفهم المعنى الآخر الترجل بمعنى النزول عن المركوب وذلك بأن ينزل عن مركوبه على الرجل اليمنى أولاً .
وهكذا يستحب التيامن في مواطن كثيرة باليد أو بالرجل أو غيرهما من أعضاء الجسد ، فعلى سبيل المثال دخول المسجد يستحب أن يكون بالرجل اليمنى ، والخروج منه بالرجل اليسرى ، بخلاف دخول الخلاء يستحب دخوله بالرجل اليسرى و الخروج منه بالرجل اليمنى .
الأكل ينبغي أن يكون باليد اليمنى ، وقد ثبت الحديث الذي أمر فيه النبي عليه الصلاة والسلام رجلاً يأكل بيساره فقال : {كل بيمينك} قال:" لا أستطيع ". قال:{ لا استطعت } دعا عليه أن تشل يده لأنه عصى أمر النبي عليه الصلاة و السلام ، أو قد يكون النبي عليه الصلاة و السلام قد قال هذه الكلمة وهو لا ينوي حقيقةً أن يدعو عليه بأن تشل يده ، ولكن الله تعالى انتصاراً لنبيه عليه الصلاة و السلام لأنه عصي وخولف فقد عاقب الرجل ، لأن البعض قد تسائل فقال : كيف يدعو رسول الله عليه الصلاة و السلام على الرجل بهذه الدعوة الكبيرة وهو أخطأ خطأً صغيراً؟ يقال: إن الخطأ بحد ذاته صغير، ولكنه في هذا الموقف كبير: أن يأكل الرجل بيده اليسرى هذا لا ينبغي ، ولكن هاهنا جاءه أمر شخصي محدد من رسول الله عليه الصلاة و السلام مباشرة إليه ، ولم يسمع هذا الكلام في حديث عام كما يسمعه بقية الناس ، بل جاءه أمر شخصي مباشر : كل بيمينك ، فإن هو عصى هذا الأمر فجريمته عظيمة أعظم من مخالفة إنسان سمع الكلام عاماً كما يسمعه الآخرون ، ثم قد يكون النبي عليه الصلاة و السلام كما قلنا لم يدع عليه ولكن الله تعالى انتصر لنبيه فعاقب الرجل معاقبة سريعة . الأكل والشرب باليمين لقول النبي عليه الصلاة و السلام : {إن الشيطان يأكل بشماله فكلوا بأيمانكم}.
وهكذا سائر الأفعال الشريفة ينبغي أن تكون باليد اليمنى ، فالمصافحة باليد اليمنى ، الكتابة يفضل أن تكون باليد اليمنى ، الأخذ و العطاء في التعامل مع الناس ينبغي أن يكونا باليد اليمنى .
وأما الأفعال الدنيئة فينبغي أن تكون باليد اليسرى ؛ فحمل الحذاء على سبيل المثال يفضل أن يكون باليد اليسرى ، فأنت إذا حملت حذائك بيمناك فأنت تحمل حذاءك باليد التي تحمل بها كتابك وتحمل بها مصحفك وباليد التي تصافح بها الناس وتسلم عليهم وهذا لا ينبغي ، إنما تجعل الأفعال الدنيئة لليد اليسرى ، كما صح عن رسول الله عليه الصلاة و السلام أنه { كان يجعل شماله لخلائه ويمينه لما سوى ذلك }لخلائه أي لقضاء حاجته للاستنجاء من الغائط و الاستنزاه من البول اليد اليسرى ، وقد صح في الحديث أن النبي عليه الصلاة و السلام نهى أن يمس الرجل ذكره بيمينه ، نهى أن يمس ذكره بيمينه ، وذلك لأن اليد اليمنى يد شريفة ، ولذلك تقصر على الأفعال الشريفة وتوضع الأفعال الأخرى لليد اليسرى والرجل اليسرى {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في طهوره وتنعله وترجله و في شأنه كله}.
وبناء عليه الأمور الحادثة التي لم تكن في عهد النبي عليه الصلاة والسلام إن أمكن قياسها على هذه القاعدة قسناها عليها فما كان شريفاً ، ما كان حسناً ، ما كان عاماً لا شر فيه ولا سوء فلتجعل له الأعضاء اليمنى ، وأما ما كان دنيئاً أو خبيثاً فلتجعل له الأعضاء اليسرى ، والله تعالى أعلم ، والحمد لله رب العالمين .
*******

الملفات الصوتية
الملف الأول
أرسل هذه الصفحة إلى صديق
اسمك
بريدك الإلكتروني
بريد صديقك
رسالة مختصرة


المواضيع المختارة
مختارات

[حسن الظن بالله]

حسن الظن بالله يعني أن يعمل العبد عملاً صالحاً ثم يرجو قبوله من الله تعالى ، وأن يتوب العبد إلى الله تعالى من ذنب عمله ثم يرجو قبول الله تعالى لتوبته ، حسن الظن بالله هو ذاك الظن الجميل الذي يأتي بعد الفعل الجميل.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام : {لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى.}
قال سبحانه في الحديث القدسي :{ أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني } أنا عند ظن عبدي بي فإذا ظننت أنه يرحمك وأخذت بأسباب الرحمة فسوف يرحمك ، وأما إن يئست من رحمته وقصرت في طلب أسبابها فإنه لن يعطيك هذه الرحمة لأنك حكمت على نفسك والله تعالى سيحكم عليك بما حكمت أنت على نفسك .